أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور مسعود عرابي بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت

خطبة الجمعة القادمة 17 مارس 2023م بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت ، للدكتور مسعود عرابي، بتاريخ 25 شعبان 1444هـ ، الموافق 17 مارس 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 مارس 2023م بصيغة word بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت ، للدكتور مسعود عرابي

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 مارس 2023م بصيغة pdf بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت ، للدكتور مسعود عرابي

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 17 مارس 2023م ، بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت ، للدكتور مسعود عرابي.

الأولُ: التكافلُ المجتمعِيُّ في الإسلامِ فريضةٌ مُحكَمَةٌ.

الثانِي: صورٌ مشــرقةٌ مِن التكافلِ المجتمعِي في صــدرِ الإســـلامِ.

الثالثُ: التكافلُ المجتمعِيُّ عــلاجٌ للآفاتِ الأخلاقيةِ ومواساةٌ للفقـــراءِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 17 مارس 2023م ، بعنوان : التكافل المجتمعي واجب الوقت ، للدكتور مسعود عرابي ، كما يلي:

 

 التكافلُ المجتمعِي واجبُ الوقتِ

بتاريخ:  25 شعبان 1444هـ – 17   مارس 2023م

الحمدُ للهِ الذي لم يتخذْ ولدًا، ولم يكنْ لهُ شريكٌ في الملكِ وما كان معهُ مِن إلهٍ، الذي لا إلهَ إلّا هو فلَا خالقُ غيرُهُ ولا ربَّ سواهُ، المستحقُ لجميعِ أنواعِ العبادةِ لذَا قضَى ألَّا نعبدَ إلَّا إياهُ، ذلك بأنَّ اللهَ هو الحقُّ، وأنَّ ما يدعونَ مِن دونهِ هو الباطلُ وأنَّ اللهَ هو العليُّ الكبيرُ.

وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شـــريكَ لهُ .. وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وحبيبُهُ، صاحبُ الوجهِ الأنورِ، والجبينِ الأزهرِ، والحوضِ والكوثرِ، والشفاعةِ الكُبرَى يومَ المحشرِ.

وَمِمَّا زَادَنِي شَرَفًا وَفَخْــــــــــــــــرًا … وَكِدْتُ بِأَخْمُصِي أَطَأُ الثُّرَيَّا

دُخُــــــــولِي تَحْتَ قَوْلِكَ يَا عِبَادِيَ … وَأَنْ أَرْسَلْتَ أَحْمَدَ لِي نَبِيَّا

فاللهُمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على سيدِنَا مُحمدٍ وعلى آلهِ وصحبهِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا.

أمَّا بعـــــدُ،،،

فإنَّ خطبتَنَا هذه بعونِ اللهِ ومددهِ وتوفيقهِ ورعايتهِ تدورُ حولَ هذه العناصرِ الثلاث:

الأولُ: التكافلُ المجتمعِيُّ في الإسلامِ فريضةٌ مُحكَمَةٌ.

الثانِي: صورٌ مشــرقةٌ مِن التكافلِ المجتمعِي في صــدرِ الإســـلامِ.

الثالثُ: التكافلُ المجتمعِيُّ عــلاجٌ للآفاتِ الأخلاقيةِ ومواساةٌ للفقـــراءِ.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

العنصــرُ الأولُ: التكافلُ المجتمعيُّ في الإسلامِ فريضةٌ محكمةٌ.

اقتضتْ حكمةُ اللهِ تعالى  في الخلقِ أنْ يكونَ بينهُمَا تفاوتٌ في المالِ والأحوالِ؛ لأنَّ عمارةَ الدنيا تستلزمُ أنْ يتعاونَ الخلقُ فيمَا بينهم، وأنْ يحتاجَ بعضُهُم إلى بعضٍ، ولو كانُوا جميعًا على قدرٍ مِن الكفايةِ في المالِ والأحوالِ ما استقامَ شأنُ الحياةِ ولتعطلتْ الدنيَا، فحكمةُ التفاوتِ في الأرزاقِ خيرُ معينٍ على استمرارِ الحياةِ، لكنْ عدلُ اللهِ في الخلقِ اقتضَى أنْ يضمنَ للفقراءِ في مالِ الأغنياءِ مِن الحقوقِ ما يكفيهم، ولم يتركْهُم سدَى، فجعلَ مِن أركانِ دينهِ الحنيفِ عبادةً تكافليةً تضمنُ للفقراءِ حياةً كريمةً وحقًّا معلومًا في مالِ الأغنياءِ، يجبُ عليهم أنْ يخرجُوهُ لمستحقيهِ، وهو فريضةُ الزكاةِ، فقالَ تعالى: ﴿ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ ﴾. [ الروم،31 ].

قال تعالى: ﴿ خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا ﴾. [ التوبة،103 ].

أي: أقيمُوا الصلاةَ وأعطُوا الزكاةَ إلى أهلِهَا الذين جعلَ اللهُ لهُم في أموالِكُم حقوقًا، وذلك تطهيرًا لأبدانِكُم وأموالِكُم. [ تفسير الطبري ].

وحدَّدَ سبحانَهُ وتعالَى مصارفَهَا في قولِهِ تعالَى: ﴿ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾. [ التوبة، 60]. والعجيبُ أنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالَى جعلَ لرسولهِ ﷺ تحديدَ أنصبةِ الزكاةِ والأموالِ التي تجبُ فيهَا، لكنْ تقسيمهَا تولّى تحديدَهُ بنفسهِ العليا، وحكمتهِ التي عجزَ عن إدراكِهَا البشر، وذلك لأنَّ المصارفَ الثمانيةَ هي أشدُّ الفئاتِ احتياجًا، فلم يتركْ تحديدَ مصارفِهَا حتى تهملَ هذه الفئات، وما ذلك إلَّا لعظمِ عبادةِ التكافلِ، ومدى رعايةِ الحقِّ لمصالحِ الخلقِ. 

ثُمَّ أعدَّ الحقُّ سبحانَهُ وتعالى العقابَ الشديدَ لمانعِي الزكاة، الذين يبخلُون بها على الفقراءِ، وبيَّنَ سبحانَهُ وتعالَى أنَّ أموالَهُم التي كنزُوهَا، ومنعُوا حقَّ اللهِ فيها ستكونُ أداةً لتعذيبِهِم في جهنم، فقالَ تعالَى: ﴿ وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلَا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لِأَنْفُسِكُمْ فَذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَكْنِزُونَ ﴾. [ التوبة، 34، 35].

قال القشيريُّ: لمَّا طلبُوا الجاهَ عندَ الخلقِ بمالِهِم، وبخلُوا بإخراجِ حقِّ اللهِ فيهَا، شَاَنَ اللهُ وجوهَهُم، ولمَّا أسندُوا ظهورَهُم إلى أموالِهِم وتكبرُوا، وعبسُوا في وجوهِ الفقراءِ المستحقينَ لهذه الزكاةِ، وعقدُوا حواجبَهُم وُضِعَتْ الكيّةُ بالنارِ على تلكَ الجباهِ المقبوضةِ عندَ رؤيتِهِم الفقراء، ولمَّا أعطُوا جوانبَهُم للفقراءِ دونَ أنْ يفيضُوا عليهم مِن عطاءِ اللهِ، وُضِعَتْ المكواةُ على هذه الجوانبِ، ولما استدارُوا بظهورِهِم، وانصرفُوا عن الفقراءِ، وُضِعَتْ المكواةُ على هذه الظهورِ. [ لطائف الإشارات ]. وما كان هذا العذابُ الأليمُ والجحيمُ المقيمُ لمانعِي الزكاةِ إلًّا ليصونَ حقَّ الفقراءِ.

ولم يتوقفْ حدُّ التكافلِ المجتمعِي عندَ الزكاةِ المفروضةِ، بل شرعَ الحقُّ سبحانَهُ وتعالَى ورسولُهُ في بيانِ فضلِ صدقةِ التطوعِ، فقالَ: ﴿ مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنابِلَ﴾. [ البقرة، 261 ]. وعندَ البخــــــارِي، قالَ رســــــولُ اللهِ ﷺ: « مَنْ تَصَدَّقَ بِعَدْلِ تَمْرَةٍ مِنْ كَسْبٍ طَيِّبٍ، وَلاَ يَصْعَدُ إِلَى اللَّهِ إِلَّا الطَّيِّبُ، فَإِنَّ اللَّهَ يَتَقَبَّلُهَا بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يُرَبِّيهَا لِصَاحِبِهِ، كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فُلُوَّهُ، حَتَّى تَكُونَ مِثْلَ الجَبَلِ ».

وعندَ أحمدَ وغيرهِ، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: « كُلُّ امْرِئٍ فِي ظِلِّ صَدَقَتِهِ حَتَّى يُفْصَلَ بَيْنَ النَّاسِ – أَوْ قَالَ: يُحْكَمَ بَيْنَ النَّاسِ – ».

فحبّبَ دينُنَا الحنيفُ في صدقةِ التطوعِ، وحضَّ عليهَا ببيانِ جزيلِ ثوابِهَا، وعظيمِ فضلِهَا؛ لأنَّهُ

 قد ينزلُ بالمسلمينَ حاجةٌ لا تفِي الزكاةُ بحوائجِ الناسِ، فحضَّ على النفقاتِ التطوعيةِ ليتعاونَ الناسُ

فيمَا بينهُم، ويتعايشَ الفقراءُ مِن مالِ الأغنياءِ في سعادةٍ ورغدٍ، فيعمَّ الخيرُ الجميعَ بفضلِ العطاءِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

العنصرُ الثانِي: صورٌ مشرقةٌ مِن التكافلِ المجتمعِي في صدرِ الإسلامِ.

في الإسلامِ نماذجُ مشرقةٌ، وأئمةٌ يُحتذَى بهِم في محفلِ التكافلِ المجتمعِي، الذي هو مِن الصفحاتِ المضيئةِ في الشريعةِ الإسلاميةِ الغراء، ولن نتحدثَ هنا عن كبارِ الصحابةِ وعمالقةِ الإسلامِ، كخليفةِ رسولِ اللهِ ﷺ أبي بكرٍ الصديق، الذي أنفقَ مالَهُ كلَّهُ في سبيلِ اللهِ، ولا عثمانَ بنَ عفان، الملقبِ بذي النورين، وهو مجهزٌ لجيشِ العسرةِ، ومَن اشترى بئرَ روما، ولا المتصدقِ بقافلةٍ تجاريةٍ في زمنِ القحطِ، ولا سيدِ الأنصارِ الذي أرادَ أنْ يُقاسمَ عبدَ الرحمنِ بنَ عوفٍ حينمَا أَخَا بينهمَا رسولُ اللهِ زمنَ الهجرةِ زوجتَيهِ ومالَهُ، كي لا يتحججَ أصحابُ الهممِ الضعيفةِ والأعذارِ الواهيةِ، بأنَّ هؤلاءِ السادةَ كانُوا يملكونَ المالَ، ولو كانَ لنَا لفعلنَا مثلَهُم.

فعندَ مسلمٍ، مِن حديثِ سعيدِ بنِ الربيعِ، قال: « كُنَّا نُحَامِلُ عَلَى ظُهُورِنَا ». قال الإمامُ النوويُّ: مَعْنَاهُ نَحْمِلُ عَلَى ظُهُورِنَا بِالْأُجْرَةِ وَنَتَصَدَّقُ مِنْها أَوْ نَتَصَدَّقُ بِهَا كُلِّهَا، فِيهِ الحثُّ عَلَى الِاعْتِنَاءِ بِالصَّدَقَةِ، وَأَنَّهُ إِذَا لَمْ يَكُنْ للَمرءِ مَالٌ يَتَوَصَّلُ إِلَى تَحْصِيلِ مَا يَتَصَدَّقُ بِهِ مِنْ حَمْلٍ بِالْأُجْرَةِ أَوْ غَيْرِهِ مِنَ الْأَسْبَابِ الْمُبَاحَةِ فعلَ حتّى لا يُحرمَ الأجرَ. [ شرح النووي على مسلم ].

أبو عقيلٍ رجلٌ مِن أصحابِ رســــــــولِ اللهِ ﷺ سمعَ عن فضلِ الصـــــدقةِ، ولم يكنْ يملكُ مِن حــــطامِ الدنيا لا قليلًا ولا كثيرًا، واشتاقتْ نفسُهُ الذكيةُ إلى الثوابِ الذي أشارَ إليهِ سيّدُ البريةِ في فضلِ الصدقةِ والعطاءِ، فأرادَ أنْ يتصدقَ بصدقةِ فماذَا يصنع؟ أجَّرَ نفسَهُ ليلةً كاملةً عندَ رجلٍ يسقِي لهُ النخلَ، وكان الدلُو بتمرةٍ ، قالَ عليٌّ بنُ أبِي طالبٍ رضى اللهُ عنه  كما في سننِ ابنِ ماجةَ: « كُنْتُ أَدْلُو الدَّلْوَ بِتَمْرَةٍ، وَأَشْتَرِطُ أَنَّهَا جَلْدَةٌ  ». أي: يابسةٌ جيدةٌ.

فجمعَ مِن حصيلةِ عملِ ليلتهِ تلك، صاعينِ مِن التمرِ، فمرَّ على موضعِ الصدقاتِ، فوضعَ فيهِ صاعًا، وأخذَ الصاعَ الآخرَ إلى بيتهِ ليطعمَ أهلَهُ وذويه، فلمزَهُ بعضُ المنافقينَ بالقولِ، إنَّ اللهَ ورسولَهُ لأغنياءَ عن صدقةِ أبي عقيلٍ هذا الفقيرِ المعدمِ، فدافعَ عنهُ ربُّنَا بقولهِ تعالَى: ﴿ الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لَا يَجِدُونَ إِلَّا جُهْدَهُمْ فَيَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللَّهُ مِنْهُمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ﴾. [ التوبة، 79 ]. فتولَّى سبحانَهُ الدفاعَ عن أبي عقيلٍ وإخوانهِ مِمّن تسابقُوا للصدقةِ بقليلٍ مِن المتاعِ، والجهدِ المتاحِ لديهم، طمعًا في الثوابِ، وإظهارًا لروحِ التعاونِ على البرِّ والتقوَى ولو بالقليلِ، فذمَّ الحقُّ سبحانَهُ وتعالَى في كتابهِ العزيزِ لامزيهِم، وتولّى السخريةَ منهم دفاعًا عنهم، وحمايةً لعرضهِم مِن هؤلاءِ المنافقين.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

العنصرُ الثالثُ: التكافلُ المجتمعِيُّ علاجٌ للآفاتِ الأخلاقيةِ ومواساةٌ للفقراءِ.

 التكافلُ المجتمعيُّ مِن أفضلِ الوسائلِ التي عالجَ بها الإسلامُ العديدَ مِن الآفاتِ المجتمعيةِ والأمراضِ النفسيةِ، فهو قضاءٌ على الحقدِ والحسدِ، وآفاتِ النفسِ، فمتَى علمَ الفقيرُ أنَّ يدَ العطاءِ تصلهُ مِن أموالِ الأغنياءِ لم ينقمْ ولم يحسدْ، بل دعَا لهُم بالبركةِ ودوامِ النعمةِ، فأُزيلَتْ الأحقادُ وعمَّ السلامُ في المجتمعاتِ بينَ البشرِ.

 فعندَ البخاريِّ: جَاءَهُ قَوْمٌ حُفَاةٌ عُرَاةٌ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ ﷺ، لِمَا رَأَى بِهِمْ مِنَ الْفَاقَةِ، فَدَخَلَ ثُمَّ خَرَجَ، فَأَمَرَ بِلَالًا فَأَذَّنَ وَأَقَامَ، فَصَلَّى ثُمَّ خَطَبَ فَقَالَ: « تَصَدَّقَ رَجُلٌ مِنْ دِينَارِهِ، مِنْ دِرْهَمِهِ، مِنْ ثَوْبِهِ، مِنْ صَاعِ بُرِّهِ، مِنْ صَاعِ تَمْرِهِ – حَتَّى قَالَ – وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ » فَجَاءَ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ بِصُرَّةٍ كَادَتْ كَفُّهُ تَعْجِزُ عَنْهَا: ثُمَّ تَتَابَعَ النَّاسُ، حَتَّى رَأَيْتُ كَوْمَيْنِ مِنْ طَعَامٍ وَثِيَابٍ، فتهلل وَجْهَ رَسُولِ اللهِ ﷺ ثم قال: « مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً، فَلَهُ أَجْرُهَا، وَأَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا بَعْدَهُ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً، كَانَ عَلَيْهِ وِزْرُهَا وَوِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا مِنْ بَعْدِهِ، مِنْ غَيْرِ أَنْ يَنْقُصَ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ ».

فتعاونُوا عبادَ اللهِ فيمَا بينَكُم، واعلمُوا أنَّ خيرَ الناسِ أنفعُهُم للناسِ، وأحبَّ الأعمالِ إلى اللهِ سرورٌ تدخلهُ على مسلمٍ، تطردُ عنه جوعًا، أو تقضِي عنه دينًا، أو تكشفُ عن كربةً، فمَن نفّسَ عن أخيهِ شيئًا مِن مصاعبِ الدنيا فرّجَ اللهُ عنه كربةً وضيقًا قد يقعُ فيهِ يومَ القيامةِ، فالجزاءُ مِن جنسِ العملِ، والراحمون يرحمُهُم الرحمنُ، ارحمُوا مَن في الأرضِ يرحمكُم مِن في السماءِ.

فعندَ مسلمٍ وغيرهِ: « أَنَّ رَجُلًا أَتَى بِهِ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ، فَقَالَ: مَاذَا عَمِلْتَ فِي الدُّنْيَا؟ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ: مَا عَمِلْتُ مِنْ مِثْقَالِ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ أَرْجُوكَ بِهَا، فَقَالَهَا لَهُ ثَلَاثًا، وَقَالَ فِي الثَّالِثَةِ: أَيْ رَبِّ، كُنْتَ أَعْطَيْتَنِي فَضْلًا مِنْ مَالٍ فِي الدُّنْيَا، فَكُنْتُ أُبَايِعُ النَّاسَ، وَكَانَ مِنْ خُلُقِي أَتَجَاوَزُ عَنْهُ، وَكُنْتُ أُيَسِّرُ عَلَى الْمُوسِرِ، وَأُنْظِرُ الْمُعْسِرَ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: نَحْنُ أَوْلَى بِذَلِكَ مِنْكَ، تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي، فَغُفِرَ لَهُ ” فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ: هَكَذَا سَمِعْتُ مِنْ فِي رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ».

اللهُمَّ طهرنَا مِن الآفاتِ، واغننَا مِن الفقرِ، واجعلَ بلدنَا مصرَ سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ كُنْ لشعبِهَا ولقادتِهَا خير معينٍ يا ربَّ العالمين!

بقلم: د/ مسعود عربي

                               عضو هيئة تدريس بجامعة الأزهر

                           وخطيب مكافأة لدى وزارة الأوقاف المصرية. 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »